أنا و أنتي وذاك الصمت

قريبٌ مــنك ِ يا عــــــمري وتفـــــصلُ بيـــننا أمتارْ

وشوقي قد غـــــدا ناراً .....و أصمتُ رغم تلك النارْ

كأن الشوق في قــــلبي .....غدا طـــيراً من الأطيارْ

يعيش العمر محـــبوساً..... ويَســـــقط مـيتاً إن طار

ولم أخترْ أنا صـــــمتي..... فحين نحـبُّ... لا نختار

ولكــــني أري بـــــيني .....وبينكِ في الهوى أسوار

و أســــبح عـكس تيــارٍ.... وأنت ِ بداخـــــل التــيار

فتاهت خـــــطوتي مني .....وأمست حيرتي..تـحتار

وتاه الـشوق في روحي.. .. كنجم ٍ لم يســـــعهُ مدار

وخاضت في الهوى سفني.. بحــــاراً تنــتهي ببحار

فما وصلت..وما عادت..... وما تعـــبت من الإبحار

وليس يُــــلام من يهوى.... إذا مــا زاد في الإنــكار

فإن الصـــــــمت أحياناً .... به نوعٌ من الإجــــــبار

يسِرُّ القـــــلب ما يحوي ... وعيني تفضح الأســرار

فذاك الصـــمت يأسرنا .... ونحــسبُ أننا.....أحرار

أصــرُّ علـــــــيه لـكني .... شقيتُ بذلك الإصــــرار

فصــمتي قـد غدا شعراً.... ولكنْ... بئسها أشــــــعار

و قلــــبي قد رأي دوماً .... فراري منكِ ..ليس فرار

وأقسم دائـــــــــــماً ألا..... يسير إلى هواك ِ...وسار

و يذكركي ...ولا يبقى .... له أمـــلاً ســـوى التذكار

وكم قـــررت أن أنسى .... فما خَــضَعَ الهوى لقرارْ

ومادام الـــــهوى قــدرٌ .... فكيف نخــالف الأقـــدار

شعور البــــعد يهدِمُني .... و رغــم الهـــدم لا أنهار

ولا أنـــــــهار ترويني .... ببعدي عــــــنكِ لا أنهار

فصــــباري غدا زهراً .... وزهـــري قد غدا صبار

ورغم الصمت أهواكي ... وليـــــست تذبل الأزهار

ويبقى دائــــــــما أملي .... بأن تتــــعانق الأفــــكار

وإن طــــالت لياليــــنا..... فلا ... لن تطـفئ الأقمار

غداً ستجئ ثانــــــــيةً .... فتبدأ عــندها الأعـــــمار

أقولُ..أقولُ..لا أخشى .... بلا خجل ٍ .....ولا أحذار

ليـــالي الحب يوماً ما.... سيــأتي بعــدهنّ نهــــــار

فلا تستــعجلي سحبي.... غداً..... تتــساقط الأمطار
محــمود سلــــيمان أبو الــــــعزم