السلام عليكم ورحمة الله
مش لاقي كلام اقوله قبل الحكاية اللي هحكيهالكم دي غير إني أعتذرلكم
لو كنت هكئبكوا معايا بس على شهر فات حاولت كتيييييير
إني ما أكتبشي في الموضوع ده بس ماقدرتش لإن شبح اللي حصل دايماً
بيطاردني حتى و انا بحاول أضحك وأهزر عشان انسي الموضوع ده
وقلت يمكن لو جيت وحكيت أرتاح شوية من الإحساس ده
وعلى اد ما الموضوع ممكن يكون وطويل بس أتمنى كل الناس تكمله للآخر
وأتمنى يقراه كل حد في طب
القصة بدأت من زمان لما والدي الله يرحمه علمني انه لما يبقى فيه حد في ازمة
مجرد وجودنا جنبه بيبقى شئ كبير بالنسباله حتى لو مش قادرين نعمله حاجة
خصوصا لما يبقى الإنسان ده مريض وحاسس إن الدنيا مقفولة في وشه وإنه
ماعادشي ليه لازمة بعد ماصحته راحت منه وماعادشي حد محتاجه ولما والدي تعب
حسيت بقيمة الكلام ده وحسيت أد إيه والدي كان عنده حق وحسيت بقيمة إن حد جنبك
يسألك مش محتاج حاجة؟؟ حتى وانت عارف إنه مش هيقدر يعمللك حاجة..ولما دخلت
طب حاولت اعمل كده مع أي مريض اعرفه... جارنا أو من بلدنا أو جمعتنا الصدفة
بأي شكل،خصوصا لما لاقيت اخواتنا الكبار في الطب من بلدنا زي الدكتور هاني
والدكتور أحمد حسب الله بيعلموا كده وكمان في الوقت ده قابلت الدكتورة غادة وهي
كمان كانت بتعمل كده وأكتر من كده...ولما ابتديت اقول شعر في مؤتمرات و أعرف
دكاترة حاولت على أد ما قدرت أسخر ده في خدمة الناس اللي اعرفها دي واكون واسطة
مابين ناس معاها العلاج وناس محتاجاه وكان ربنا معايا دايما وكان بيوقفلي ناس
احسن مني هما كمان نفسهم يعملوا حاجة بس مش لاقيين الفرصة
الللي حصل المرادي إني من شهرين كنت رايح أركب أتوبيس بلدنا و عم ناجي سواق
الأتوبيس قاللي اللي قاعد في تاني كرسي ده عمك المرسي ورايح يعمل عملية في القلب
خلى بالك منه...رحت اتعرفت على عم المرسي وكانت معاه مراته
ناس من الناس الطيبة جدا اللي لسه على فطرتها...وعرفت إن عنده
ضيق شديد في الصمام الأروطي ومحتاج تغيير صمام في اسرع وقت،ولما نزلنا
رحت وصلتهم لمستشفي مبارك مطرح ماهيعملوا العملية وقلت وانا راجع هبقى أبص
عليهم تاني وانا راجع قالولي انهم خلصوا قرار العلاج وهسيتنوه يتمضي من مصر
وكنت ببص عليهم كل يوم وانا مروح لحد ما القرار طلع بعد حوالي عشر أيام
,, وخدت عم المرسي للدكتور
وطلب منه أشعة عشان يعملوا لعملية على أساسها وخدنا في موضوع الأشعة ده أسبوع كمان
كل يوم يروحوا يعملوا اشعة شكل... وفات أسبوع عشر أيام أسبوعين وعم المرسي
ماخدشي ميعاد بالعملية وانا زيي زي عم المرسي مستني الدكتور
يحن علينا بميعاد العملية وخصوصا إن حالة عم المرسي يوم عن يوم بتسوء جدا
وبعد أسبوعين رحنا سألنا وسمعت ردغريب جدا...
مافيش صمامات في الجامعة...يعني ايه مافيش صمامات...الصمامات اللي مقاس
عمك المرسي خلصت ولسه مستيين الجديدة تيجي
وخصوصا ان مافيش فلوس....بس يومين ولا حاجة
والصمامات هتيجي ماتستعجلوش ورجعت لعم المرسي
وقعدت أصبر فيه وكل يوم أروح اقول نفس الكلمتين
معلهشي يا عم المرسي إستحمل شوية ما أددمناش حل تاني إن شاء الله
الصمامات قربت تيجي مع اني حاسس من جوايا انها مش هتيجي...
فات كمان عشر أيام والصمامات ماجاتشي...وكان عم المرسي
بقى مش قادر ياخد نفسه ولا قادر يدوس على الأرض
وفي اليوم العاشر مسكني عم المرسي زعقللي وكان من حقه
وكنت مقدر خنقته وانفعاله عليا وحااطط وشي في ألأرض أدامه
وهو بيقوللي ياتشوفلي حل يا تخرجني من هنا.. انا عايز أورح
تعرفوا الحاجة الوحيدة اللي ماخليشتي عم المرسي يروح ايه
خاف لو روح وجه يشد العجلة الصغيرة اللي عنده
تشده هي و توقعه والناس تضحك عليه....
روحت من عند عم المرسي
وفي الوقت ده الموضوع بقى تحدي بيني وبين نفسي
ان عم المرسي لازم يعمل العملية
ولو ماعملهاش هنزل من نظر نفسي كتير أوي
و يبقى كان لازمته وأنا الدكاترة واخدني كل يوم أقوللهم شعر في مؤتمرشكل
وابتديت أكلم ناس ممكن يدخلوه معهد ناصر ان شاء الله
وبعتلهم الورق ورحت بشرت عم المرسي .. بس الورق اترفض
لأنه قرار العلاج مكتوب فيه تغيير صمام الأورطي بمستشفى مبارك الجامعي
و حاولت وكلمت ناس هنا وهناك بس ماكانشي فيه فايدة
ورجعت لعم المرسي وانا باصص في الأرض
وقلتله اننا غصب عننا هنستني الصمامات ...ولما فات يومين تلاتة
وماجاتشي الصمامات ...رحت للدكتورة فتحية رئيسة قسم القلب
وهي بتحبني جدا وحكيتلها على اللي حصل قالتلي ان الموضوع
مش بإيدها لإنها مسئولة عن العلاج انما جراحة القلب قسم لوحده
بس قالتلي ممكن تروح تغير القرار وتخليه مفتوح
وتكتب ان مافيش صمامات في طنطا و ساعتها ممكن يدخل
أي حتة وفرحت جدا ورحت بشرت عم المرسي وأهله
بس لما رحت أغيره... الدكتور قاللي ان ساعتها عم المرسي هيخرج
من اللسته هنا ومش هتعرف تحطه في اللسته هناك غير بعد شهر على الأقل
وان الصمامات كلها كام يوم وتيجي ورجعت لعم المرسي وانا وشي في الأرض
وقتلته هنستني الصمامات معلشهي غصب عني يا عم المرسي
وماجاتشي الصمامات ولما زهقت ولما صورتي أدام نفسي
ومعاني كتير جوايا ابتدت تتهز طلعت للدكاترة فوق وانا متعصب جدا
وقلتلهم هو بكام الصمام اللي احنا مستيينه ده...قالولي بخمس تلاف جنيه
ياااااااااااااااااااااااااااااااااه.....كل ده عشان خمس تلاف جنيه....
عيان بيموت في كل لحظة عشان خمس تلاف جنيه... وبمنتهى الحماس
قتلتهم يكتبولي اجيبه منين وانا هجيبه بأي طريقة
وكتبولي رقم الشركة وعنوانها في مصر ونزلت لعم المرسي و بشرته
رغم انه كان فقد الامل في كل حاجة ولاقيت معاهم نص المبلغ
وماكنتش عارف هعمل ايه في النص التاني بس لازم الصمام ييجي...
وكلمت مدير الشركة قاللي طب وليه تكلف نفسك وتكلف العيان
أنا كل اللي عايزه ورقة من القسم عندكوا تطلب تغيير
المقاسات اللي عندكوا ومش محتاجينها بالمقاسات دي وانا قلتلهم
عندكوا في طنطا بس ماحدش بعت حاجة.
ورقة؟؟....كل العيانين اللي عايزين صمامات وبيموتوا ..بيموتوا عشان ورقة؟؟
لييييييييييييييييييييه؟؟..احنا بقينا فين... وايه اللي حصل لضماير الناس ..
كل ده عشان ورقة؟؟؟
ورحت للدكاترة وقلتلهم انتو مابعتوش ليه ؟؟؟؟
قالوا احنا بعتنا والتوريدات بعتت فاكس ومش مشكلتناإنه ماوصلشي
و اتحايلت عليهم يدوني الورقة في إيدي و أنا هروح بيها القاهرة بس رفضوا
أصل كل حاجة لازم تمشي قانوني
ولما لاقيتهم بيشقطوني لبعض حلفت لأروح بعد امتحان التخدير
واجيب الصمام بأي شكل بورقة بفلوس بأي حاجة بس لازم ييجي.
بس الساعة حداشر وربع يوم الامتحان اتصل بي ابن عم المرسي
وقاللي إنهم روحوا لإن الدكتور لما شاف آخر سونار على القلب
قاللهم إن خلاص العملية ماعادتشي تنفع لإن كل الصمامات باظت
وضغط شريان الرئه دلوقت بقي مستحيل يسمح بالتدخل الجراحي
وروح عم المرسي...ابنه شاله على كتفه وروحه...
روحوه وقعدوا جنبه مستيينه يموت..أصعب شعور ممكن
تحسه في الدنيا إنك تقعد جنب اعز الناس عندك..مستنيه يموت
عم المرسي روح لإن الفلوس اللي فاضلة معاه يادوبك هتقضي خارجته
يوم امتحان المسالك...عم ناجي قاللي ان عم المرسي مات امبارح واندفن
و كان راكب معانا ابن عم عم المرسي...قاللي هو انت بقي الدكتور محمود
قلتله آه وسألته ليه...قاللي لإن الكلمة اللي عمك المرسي فضل يقولها
وكانت آخر كلمة قالها قبل ما يموت.....أنا عايز أشوف الدكتور محمود
وياريته ما كان حكالي لإن الكلمة مش عايزة تسيب وداني
حتى و انا بحاول أضحك وأهزر و أروح و آجي
بس بالليل لما آجي انام الكلمة ترن في وداني
وصورة عم المرسي مش بتروح من بالي
أنا مؤمن بقضاء ربنا وعارف ان عم المرسي كده كده كان هيموت
بالقلب او من غيره....بس انا حاسس ان عم المرسي مات مقتول...
لما حد يبقى بيموت أدامك وفي إيدك الدوا
وماتديهوش الدوا يبقى انت كده قتلته
تعرفوا ..ساعات بحس عن عم المرسي كان عايز يشوفني عشان يسلم عليا
وساعات بحس إنه كان عايز يتف في وشي
أنا حاسس إني كنت واحد من اللي قتلوا عم المرسي
قتلته لإني رضيت واستسلمت زيي زي أي حد
وفضلت مستني الصمام وانا عارف إنه مش هييجي
كنت دايما بختار الحل السهل و أرجع واقوله نستني يا عم المرسي
قتلته لإني كنت بديله الأمل و بمنتهى الإستسلام آخده مني تاني
قتلته لإني حاسس أني كنت بخدره وبديله مسكنات لحد ما يموت
قتلته يوم ما سكت على حقه وقلت ما باليد حيلة نستني
ولو كان الصمام جه من يومها ولو بالفلوس
كان عم المرسي هيموت برضو في الوقت اللي ربنا كاتبه
بس كان هيقدر ياخد نفسه ويقدر يدوس على الأرض ويقدر يروح البلد
ويسحب عجلته الصغيرة من غير ما يخاف .إنها تشده وتوقعه والناس تضحك عليه
قتلت عم المرسي لإني من سنتين اتعرفت على دكتور قلب من
اكبر دكاترة القلب في القصر العيني واداني رقم موبايله وايميله
و آخر مرة كان مجدي يعقوب في مصر شفته في الفريق اللي معاه
ولما جت حالة عم المرسي قلت يااااه معقول دكتور زي ده يفتكرني
وكإني كنت بدور على حجة عشان ما احرجشي نفسي
و في آخر محاولاتي اليائسة بعتله ولما وصلتني رسالة منه
قاللي فيها انا في مصر دلوقتي.هاتلي الحالة وانا هعملها اللازم
بس للأسف...كان عم المرسي مات
احساس فظيع بالذنب
انا عارف إني قاسي على نفسي اوي بس أنا للأسف من الناس
اللي بتقضي نص حياتها تلوم نفسها على اللي عملته في نص حياتها التاني
بس لما عيان يموت عشان ورقة يبقي فيه حاجة غلط
لما عيان يموت عشان صمام بخمس تلاف جنيه يبقى فيه حاجة غلط
لما كلبة زي هيفاء وهبي تعلمها فرحها بملايين وتعمل فيلم تاخد عليه ملايين
والعيانين دول بيموتوا عشان مامعهمش حق الدوا يبقى فيه حاجة غلط
لما يندفع لتامر حسني ومحمد منير وايهاب توفيق ملايين عشان ييجوا يغنوا
في جامعات زي المنصورة وعين شمس يبقى فيه حاجة غلط
لما لاعيبة الكورة يندفعلها ملاييين والناس دي بتموت عشان ممعهاش حق الدوا
يبقى فيه حاجة غلط
يبقى احنا مش مجتمع مسلم ولا احنا حتى مسلمين..الإسلام عمره ما كان كده
لما الناس تموت أدامنا واحنا مش قادرين نعمللهم حاجة يبقى
فيه حاجة غلط ويبقى كل الطب اللي بندرسه مالوش لازمة
لما نشوف كل ده ونسكت يبقى فيه حاجة غلط
أنا حاسس ان كل واحد في البلد دي من أول رئيسها لحد أصغر واحد فيها
هنتحاسب على عم المرسي و آلاف زي عم المرسي
حاسس ان كل بيت في بلدنا بقى عبارة عن غزة صغيرة
..ناس محاصرها الفقر والمرض وبيصرخوا ماحدش بيسمعهم
والناس اللي المفروض انهم اخواتهم بيتفرجوا عليهم ومابيعملوش حاجة
حاسس إننا شوية خرفان جابوا عليهم شوية ديابة يحرسوهم
وطبعا الديابة بتاكل أكلهم بحجة ان هما بيحرسوهم
بس الخرفان ساكتة ...لإنها خرفان
ومش بس كده دا لما الديابة بتجوع زيادة بتدبح واحد مننا وتاكله
لما بشوف الملايين اللي بتتصرف على تحسين شكل المستشفيات
والناس الللي جواها بتموت بحس ان احنا زي واحد زرع شوية ورد
وكل يوم يجيبوله شوية مية على أدهم بس هو يقوم
راششهم أدام الشارع عشان الناس تشوف الشارع كويس
مع إنه شايف الورد بيدبل أدامه بس المهم الشارع يبقى شكله كويس
على أد ما موت عم المرسي علم فيا بس علمني حاجت كتير
وخوفني من حاجات اكتر..خوفني على نفسي وعليكوا من الدايرة المفرغة دي
خايف ان الدايرة دي هي اللي تغير طموحنا إننا نكون دكاترة بجد
ومانقدرشي احنا نغيرها ونخليها زي ما احنا عايزين
موت عم المرسي علمني إننا لازم نجتهد على اد ما نقدر عشان
نوصل لمكان نقدر نخدم منه الناس اللي زي عم المرسي
مكان نقد منه نغير من غير مانتغير
عم المرسي علمني إنه مادام رضينا نبقى دكاترة يبقى لازم نبقى أد المسئولية دي
لإننا هنتحاسب عليها.................. أدام ربنا
عم المرسي علمني اني لما أبقى دكتور ويجيلي حد زي عم المرسي مرضه ليه علاج
يبقى لازم ياخده
لإنه لو فيه علاج وماخدهوش يبقى انا مقصر وهتحاسب على تقصيري
ولو فيه علاج وانا ماعرفهوش يبقى هتحاسب على تقصيري برضو
لإني كان المفروض أتعلم واكون اد المهنة اللي ربنا اختارها ليا
احنا اختارنا مهنة مافيهاش وسط
يا إما في ميزان حسناتنا يا إما في ميزان سيئاتنا
يإما المريض هيدعيلنا يا إما هيدعي علينا
بفضل الله المدونة بيتابعها ناس من دفعتنا ومن دفعات أكبر و اصغر مننا
يعني بعد خمستاشر عشرين سنه هنبقى احنا المسؤلين عن المستشفيات دي
ياتري هنقدر نعمل حاجة ولا الدايرة هتاخدنا
احنا مش تجار ومش جزارين
بس انا دايما مؤمن ان اللي عايز يغير بيغير
الفرق مابين قسم الاطفال وقسم الباطنه عندنا مش امكانيات ولا فلوس
الفرق في نية التغيير مش اكتر
وماكنشي قصدي أبدا اني أقول ان الصورة وحشة اوي كده
انا قابلت دكاترة تانية اد المسئولية زي الدكتور احمد لطفي
والدكتور أشرف الدسوقي والدكتور عادل حجاج
كفاية أقولكم ان حد بحجم وقيمة الدكتور أسامة عبد رب الرسول
استقبلني انا والحالة في مكتبه ولحد دلوقتي هو بيعمل كل حاجة للحالة شخصيا
من غير ماحد يطلب منه كده
الفرق في نية التغيير ونية العمل لوجه الله أولا وأخيرا
أتمنى النية دي تكون موجودة جوة كل حد مننا
على الأقل عشان ماحدش فينا يعيش طول عمره
وهو حاسس انه ظلم ناس مالهاش أي ذنب زي عم المرسي